الشاعر الحضرمي علي أحمد با كثير *
في ذكرى ميلاده المئوية :
إما نكون أبداً أو لا نكون أبدا
في ذكرى ميلاده المئوية :
إما نكون أبداً أو لا نكون أبدا
غـداً بنـي قومـي ومـا أدنـى غــداً لــو تعلـمـون |
إمــــا نــكــون أبـــــداً أو لا نــكـــون |
إمــا نـكـون أمـــة مـــن أعـظــم الأمـــم |
تـرهـبـنـا الـدنـيــا وتـرجـونــا الـقــيــم |
ولا يُـــقـــال لـــلــــذي نـــريــــدُ لا |
ولا يُــقــال لــلـــذي نــأبـــى نــعـــم |
تـــدفـــعـــنـــا الــــهــــمـــــم |
لــقـــمـــم بــــعــــد قــــمـــــم |
أو يـا بنـي قـومـي نصـيـر قـصـة عــن الـعـدم |
نُـحـكــى كــمــا تُـحـكــى أسـاطـيــر إرم |
غــداً ومــا أدنـــى غـــداً لـــو تعـلـمـون |
إمــــا نــكــون أبـــــداً أو لا نــكـــون |
********** |
قـــد وضـــح الـصـبـحُ لــــذي عـيـنـيـن |
لــم يـبــقَ مـــن شـــكٍ ولا مـــن مـيــن |
أيــــن الــخـــلاصُ أيـــــن أيـــــن ؟ |
إمـــــــا نـــحــــوزُ الـغـايــتــيــن |
أونـــخــــســــر الــكــرامــتــيـــن |
إمــــــــا نــــكــــون أبــــــــدا |
أو لا نـــــكــــــون أبــــــــــــدا |
غــداً ومــا أدنـــى غـــداً لـــو تعـلـمـون |
إمــــا نــكــون أبـــــداً أو لا نــكـــون |
********** |
أفـــي سـبـيـل الـعـيـش نـمـضـي للـجـهـاد؟ |
كـــلا بـنــي قـومــي فــمــا ذا بـالـســداد |
والعـيـش لا يثـبـت لـلـمـوت لـــدى الـجــلاد |
لله فـــــــي الــمــبـــدأ والــمــعـــاد |
بالله فــي القـلـب وفــي الـكـف وفــي الـزنــاد |
نـنـتـزع الـحـيـاة مـــن جـــوف الــــردى |
حــتــى نــنــال الـنـصــر أو نسـتـشـهـدا |
إمــــــــا نــــكــــون أبــــــــدا |
أو لا نـــــكــــــون أبــــــــــــدا |
********** |
ليـفـعـل الـيـهـود مـــا شــــاء الــحــرد |
لــيــضــربــونـــا بــالـــعـــمـــد |
وليشـربـوا مــن دمـنـا وليأكـلـوا مـنـا الـكـبـد |
فلن نقول غير ما قال بلالٌ وهو في الرمضاء مضروبَ الجسد |
أحـــــد أحـــــد .. أحـــــد أحــــــد |
هـيــهــات أن نــخــضــعَ أو نــرتــعــدا |
إمـــا نـكــون أبـــدا .. أو لا نـكــون أبـــدا |
********* |
لا صـلـحَ يـــا قـومــي وإن طـــال الـمــدى |
وإن أغــــــار خـصـمــنــا وأنـــجـــدا |
وإن بــغـــى وإن طــغـــى وإن عــــــدى |
وروّع الــقـــدسَ وهــــــدّ الـمـســجــدا |
وشــــاد مـكـانــه هـيـكـلــه الـمــمــردا |
وشــرّد الألـــوف مـــن ديـارهــم وطـــرّدا |
وذبـح الأطفـال والنسـاء والشـيـوخ ركـعـاً وسـجـدا |
يـلـتـمـس الــعــدو صـلـحـنــا سُـــــدى |
لا لـــــــن يـــكــــون ســــيــــدا |
ولـــــــن نــــكــــون أعــــبــــدا |
إمـــا نـكــون أبـــدا.. أو لا نـكــون أبـــدا |
********** |
هـيــهــات أن نــكــفــر بالله الــصــمــد |
فنـقـبـل الـصـلـح مـــع الـخـصـم الألــــد |
وإن وُعـــدنـــا بـــرخـــاء ورغــــــد |
ومــــــــدد إثــــــــر مــــــــدد |
مــن الطـعـام والـكـسـاء والـســلاح والـعــدد |
فـــإن أمـريـكـا الــتــي تـعـطــي بــيــد |
تسلـبـنـا أضـعــاف مـــا تـعـطــي بــيــد |
وتمنح اليهـود مـن ثروتنـا مـا ليـس يُحصـى أو يعـد |
هـيـهــات أن نـقـبــل سُــبـــة الأبـــــد |
وذلـــــــــــــة الــــبــــلـــــد |
وضــــيــــعــــة الــــــولــــــد |
إن قــبــول الـصـلــح كــفــرٌ أو أشـــــد |
يـــــا داعــيـــاً إلـــــى الــــــردى |
ادعُ إلــــــى الــصــلـــح سُـــــــدى |
إمـــا نـكــون أبـــدا .. أو لا نـكــون أبـــدا |
********** |
لا والــذي يـقـول كُــن لـمـا يـشـاء فـيـكـون |
لمـثـلـمـا كــنـــا قـديــمــاً سـنــكــون |
ومثـلـمـا أرادنـــا كتـابُـنـا ســـوف نـكــون |
ومثـلـمـا أرادنـــا مـحـمـدٌ ســـوف نـكــون |
أعـــــــــــزةً مـــنـــاضـــلـــون |
وأقـــــويــــــاء عــــــادلــــــون |
لا لـــن نـــذلّ أبــــداً ولــــن نــهــون |
وإن تـــواطـــأ الــطــغــاةُ أجــمــعــون |
فـلـيـسـمـعـوا هــــــل يـســمــعــون ؟ |
ولــيـــشـــهـــدنَّ الــعـــالـــمـــون |
إنّ عــلـــيـــنـــا أن نـــــكــــــون |
أعـــــــــــزّة أو لا نـــــكــــــون |
* ولد علي أحمد باكثير في سوروبايا باندونيسيا عام 1910م لأبوين عربيين من حضرموت وتوفي باكثير في مصر في غرة رمضان سنة 1389هـ الموافق 10 نوفمبر عام 1969م .