يجتمع الناس يوميا خمس مرات من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب ليؤدون فرضية
الصلاة والتواصل الروحاني مع خالقهم وباريهم عزوجل ويتوجهون إلى قبلة محددة سلفا لا
تتغير بتغير الليل والنهار أو تغير الفصول والأجواء .
يتوجه إليها الصغير والكبير والقاصي والداني والمرأة والرجل والسقيم والسليم
على حد سواء .
وكذلك يكون للنجاح قبلة واحدة ومعادلة معروفة المعالم محددة الأركان من ألم بها وصل
إلى مبتغاه وحصل على هواه وطرق أبواب النجاح والسعادة وفتحت له مهللة بقدومه ومرحبةً
بوصوله لأنه فارس بارع استطاع أن ينجح وبطل مغوار لا يشق له غبار استطاع أن يضفر بحلمه
ويحقق طموحه الوردي الذي طالما انتظر أن يعانقه .
ويضع بصمته على صحيفة الشرف في الأرض أمام العباد و في السماء أمام رب العباد سبحانه في أن مع.
ولقد هم العلماء والحكماء وأهل الحل والعقد في الحاضر والماضي
من المتقدمين والمتأخرين على دراسة هذا الباب المهم من علوم الحياة وفنون العيش لعلمهم
أن هذا المطلب هو مطلب الكل بلا استثناء وأن الوصول إلى حظ النهاية في سباق المرثون
الحياتي هو شغل الإنسان الشاغل .
وان طعم الانتصار لا يعادله طعم ولا يجاريه مذاق
ومن هنا أصبح للنجاح أصول وللفوز أسس ومعطيات مهمة.
من أجادها وعمل على إجادتها ظفر بالوقوف على القمة ومن لم يجدها أو لم يحاول إجادته
بقي محسورا مقهورا حبيس للقاع وأسيرا للفشل وعاش على هامش الحياة بلا علم أو عمل !!
والحق هنا أن النجاح له أصوله ومفاتيحه وتوازناته التي يجب أن يتم التعامل معها على أنها أسس لكل بناء وضمان لأي مشروع حياتي مفعم بالسعادة والطمأنينة بأذن الله
ومن أهم هذه المفاتيح السحرية هو مفتاح السعادة الروحية.
ومدخلها قوة الارتباط برب السموات الأرض والابتعاد عن كل ما يكدر صفو هذه العلاقة المقدسة من المعاصي والآثام أو التقصير بحق ملك جبار
إذا قال كن فيكون
صنعك بعد عدم ورزقك بعد فقر وآمنك بعد خوف
ووعدك بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
ضعه سبحانه وتعالى نصب عينيك في كل ما تفعل من العبادات والمعاملات وعمل على تقواه فيجعل لك مخرجا ويرزقك من حيث لا تحتسب
وأن تقترب منه أكثر فأكثر بما يحب من الأعمال والأقوال
وأن تسأله حبه وحب من يحبه وحب عمل يقرب إلى حبه
والمفتاح السحري الثاني مفتاح السعادة الأسرية والعائلية
فكن في بيتك وبين اهلك من المحسنين والمشجعين
تزرع الابتسامة والأنس وتمسح الدمعة والبؤس
تجمع الجميع على خير وتدفع القافلة للإبداع والنجاح والتفوق والسمو
ترحم الصغير وتحترم الكبير وتصل القاصي والداني
وتشارك أهل الأفراح أفراحهم بكل تفاعل وايجابية
وتشارك أهل الأحزان أحزانهم بكل صبر ويقين
فكن لزوجك عبداً تكون لك جارية
وكوني لزوجك أميرتاً يكن لكي ملكا ً
وبروا آباءكم تبركم أبناءكم
والدنيا في النهاية سلف والدين مردود لا محالة
وافتحوا أذرعكم بالاحتواء والحنان لفلذات أكبادكم وزهور النرجس الجميلة التي وهبكم الله إياه
فهم امتدادكم الخير في الأرض إذا أحسنتم التربية واستوفيتم الرعاية .
والمفتاح السحري الثالث مفتاح السعادة المهنية والعملية
فكونوا من المتقنين للعمل والمخلصين في الإنتاج والمحبين لخدمة المسلمين
وأحبوا ما تعملوا حتى تعملوا ما تحبو
فالحياة مراحل وتطورات وخير الاستثمار أن يستثمر الإنسان في نفسه وفي من حوله
بالعلم والتدريب والمعارف التي لا تغيب
وليكن العمل محضن التجارب المفيدة ومقر للفائدة والتعلم
واعلم أن الله يراك هناك فأطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة
واستشعر المسؤولية الاجتماعية وحبك للأمة ورسولها الكريم
صلوات ربي وسلامه عليه الذي سوف يرحب فيك ذات يوم على أبواب الجنان بأذن الله
ويثني على صنيعك في الدنيا وعملك من اجل الآخرين
.
والمفتاح السحري الرابع مفتاح السعادة الاجتماعية
فكن ايجابيا متفاعلا مع مجتمعك وهمومه وآماله
ولاتكن أنانيا فرديا تبني سعادتك على تعاسة الآخرين
فالحياة شركة مساهمة من هرب من خسائرها بالطبع سوف يحرم أرباحها ذات يوم
فقدم الخير في كل مكان وزمان واجعل البر والإحسان والمساهمة الحسنة
من سماتك وسمات من حولك ولتكن ممن وصفهم القران الكريم بوصف جميل
بليغ حينما صنف الناس إلى ثلاثة
قال الله تعالى
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ )
وهنا يكون السباق ويكون الفوز بأغلى الجوائز وأثمن الهداي
فتعاهد أعمال البر ومساعدة الجهات الخيرية والإنسانية وادعم جهود الخير في كل مكان
وكن معول بناء بقلمك ولسانك وضميرك ووقتك
.و لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق
والمفتاح السحري الخامس مفتاح الصحة والاهتمام بنفسك
بتعاهدها بالغذاء الصحي المناسب البعيد كل البعد عن ما يضر ويجر إلى مهالك الأمراض والأزمات الصحية فالمعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء
فما ملأ المستشفيات والمصحات وجعل الصيدليات تنتشر في
كل الأزقة والشوارع إلا أنظمة الغذاء والعيش الخاطئة
التي تجلب على الجسم الكثير من الويلات والآهات
فالحرص على الحفاظ على النفس هنا من أولى الأولويات
ودرهم وقاية خير من قنطارعلاج .
والرياضة أساسا مهمة للصحة والعافية وتعاهدها والاستمرار عليها يولد الراحة النفيسة
لان الجسم يطرح الشحنات السلبية بالرياضة ويرزق الله الإنسان الرياضي
الجسم المتناسق والقوة البدنية والعمر المديد بأذن الله
وتخلص من كل العادات التي تسلبك صحتك وهي اعز ما تملك
من البدانة أو التدخين أو السهر وغير ذلك
فلا تقتل نفس بجهلك وتدمر حياتك بعناد لا طائل منه
ولا تنسى أن تستمتع بحياتك وأن لا تفوت لاحظات الراحة والاستجمام
وأن لا تشغل يومك بهموم غدك فلا أنت أدركت غدك ولا أنت استمتعت بيومك
فعلم نفسك كيف تسترخي وتهدأ وتتأمل
وكيف تتذوق كل ماهو جميل وممتع من حولك
وفقط من خلال هذه المعادلة البسيطة التي تستطيع أن تحققها بتدرج وتأني
وصبر ومثابرة فأبدأ العمل وضع الخطة وارسم الأهداف
ولتكن الرؤيا واضحة لك وكافئ نفسك حينما تحقق أي انجاز
و ا بدأ العمل وغلف حياتك بالإيمان
فهو وعاء الإبداع وسلم النجاح ورحيق السمو
وانهض من مكانك وحدد اتجاهك و اخطوا الخطوة الأولى إلى قبلة النجاح
واعلم أن لهذا الكون خالق جبار لا يضيع أجر من أحسن عمل.