الغرباء المشتاقون
البداية كما يراها كثيراً من القراء مشرقة ومشرفة ولكنها غير ما أراد الكاتب , تلك غربة يشتاق إليها كثير من الناس .
أخي القارئ : كتبت لك هذه القصة بعد ما كادت عيوني تذرف من الدموع وقلبي يلتهب بالنار من تلك القصة , إنها قصة مأساة بل قصة يذرف ويرق قلب كل من سمعها , فكانت بدايتها أنني رأيت امرأة عجوز قد دخل بها السن على جانب الطريق وهي تبكي والليل مظلم تبكي بكاءً شديداً على قارعة الطريق فخفت منها فو الله ما رأيت مشهداً شديداً قبل ذلك , فكلما أردت التقرب منها لا عرف ماذا تريد لعلي أعينها بشي , فاقتربت منها فخفت وفزعت فعزمت على نفسي فاقتربت شيئاً فشيئاً حتى وصلت فخافت مني , فارات الذهاب فقلت يا أماه تمهلي لم أكن لأ ذيك فجلست فقلت ها يا أماه لماذا تبكين ؟ فقالت والدموع في وجنتيها يا بني اذهب واتركني وشأني ., فقلت لا والله لا اذهب حتى تخبريني ما الذي جعلك تبكين ؟ فقالت يا بني اذهب فلما أرادت الذهاب قلت لها اخبريني عن قصتك فقالت أن كنت مصمماً على ذلك فتعال وانظر إلى هذا البيت فذهبت فرأيت العجب العجاب , فلما رأيت ذلك البيت جلست ابكي .. !
أخي القارئ : انه يتكون من غرف واحده هل يرضي هذا المنظر أي إنسان مسلم .. فازددت بكاءً فلم استطع القيام فجلست ابكي فقالت : (( حسبي الله ونعم الوكيل )) فقلت أين زوجك ؟ وأين أولادك ؟ فقالت أن زوجي قد توفي مذ زمن طويل وأولادي لم يكن لي إلا ولد واحد وهو الآن لا يسأل عني . فقلت يا للهول أهذا جزاء الأمهات أولاد لا يسألون عن أمهاتهم ... ما هو ذنب هذه العجوز ومن لمثل هؤلاء . قفلت لها أين ابنك ؟ فقالت انه سافر ولم ادري عنه شي .
ومضت الأيام والسنيين فكنت اخدم هذه المرأة العجوز وفي يوم من الأيام خرجت إلى السوق كالعادة لآتي ببعض احتجاجات البيت فرأيت رجلاً يسأل بلهف ويبكي شديداً ويقول أين أمي .. أين أمي ؟ فيراه كل من سمعه و يسألونه ما هو اسم أمك ؟ وأين تعيش ؟ فيقول لا ادري .. لا ادري , فلما رايته سألته عن أوصافها فقال إنها تعيش في غرفة صغيرة . فأخذته إليها وهو يبكي فلما رائها قال يا أماه فعانقها وقال سامحيني على تقصيري في حقك .